رغم أن المظهر البصري للأيقونات متماثل، فإن تمرير مؤشر
الفأرة فوقها ينتج عنه تعويم مقاطع شعرية تتفاوت حجما من
أيقونة لأخرى. وهذه التقنية التعويمية تستعمل على صفحات
الويب لتوضيح بعض خصائص رابط معين أو أيقونة ما سواء أكانا
تشعبيين أو غير تشعبيين، وقد انزاح الشاعر عن هذا
الاستعمال المكرور باتخاذه وسيلة لتعويم "الدفقات
الشعورية". لكن يظهر أن توظيف هذه "الخاصية" تم بشكل آلي
دون التحكم في تمديد مدة عرض المقطع الشعري المعوّم أو
برمجتها بحيث لا يختفي المقطع إلا بإبعاد مؤشر الفأرة عن
الأيقونة.
إن تقييد قراءة النص
بسياجها الزمني الراهن يجعل
المتصفح لا يجد المدة الكافية
لالتقاط العبارات الطويلة
الناشئة عن تمرير الفأرة، مما يخلق حاجزا مربكا يعرّض
وقته للهدر المجاني، وقد يثير قلقه وتوتره أحيانا. أمام
هذه "الأوضاع النصية" يكون من الضروري اللجوء إلى لغة
البرمجة وتفكيكها
لتثبيت
العبارات
العائمة وا
قتناصها
من "وراء حجاب المشهد":
هذا مثال لبرمجة الأيقونة الأولى:
href="http://www.alnakhlahwaaljeeran.com/111111-moshtak.htm"><IMG
start=mouseover height=56
alt="ايقنت/حين قرأت(كتاب الدنيا)/أن الناس توابيت/وأحلام
برأس الموتى/كـ (طراز القبر/المنقوش بأحلى مرمر/والعطر
المنثور على ابواب اللحد/وبخور الاعواد الثكلى/تنزف
عنبر/... ... أيقنت/ان المولودين ضحايا/ونعيش/ لكن .....كي
نقبر )"
src="moshtaq01_fichiers/zeer-eekant.jpg" width=112
border=0></A>
في السطر الأول: الرابط الذي يقود إليه النقر على الأيقونة
(وهو نفسه رابط صفحة الاستقبال)؛
في السطر الثاني: إعطاء أمر برمجي ينشأ عنه تعويم النص
أثناء تمرير مؤشر الفأرة على الأيقونة عند التصفح؛
في السطر الثالث: المتن اللغوي، وهو مكتوب بطريقة رقنية
منزاحة عن قواعد الرقن "السليمة"؛
في السطر الرابع: اسم الأيقونة وامتدادها وموضعها داخل
مجلد التخزين على الجهاز الخادم للموقع.
ثمة أيضا مقاسات الأيقونة ب(112 على 56)، ويلاحظ أن الإطار
منعدم 0.
وبالنتيجة، إن تمرير مؤشر الفأرة على الأيقونة الأولى،
كمثال،

يتولد عنه النص المعوم على الشاكلة التالية:
الأيقونات الخمس والمقاطع الشعرية الناجمة عن تمرير مؤشر
الفأرة فوقها مدرجة كلها ضمن خيارات برمجية خطية وتلوينية
نمطية (هي تكرار تطابقي للمثال المحلل سابقا: خلفية صفراء،
خط طاهوما بمقياس 10، رقيق ، أسود اللون، إطار مستطيل،
مشهد سريع الزوال لا يتجاوز خمس ثوان كحد أقصى)..
ما كان أوفر احتمالات هذا التعويم وحظوظه الجمالية لو اتكأ
الشاعر على التنويع في الحجم واللون والمدة الزمنية... أما
والحال هاته فإن ثمة تنابذا بين الاستغراق الزمني السريع
للتعويم وبين ما يحتاجه تلقي مقطع شعري لشاعر مخضرم خبر
النص صوتيا وورقيا قبل العبور به إلى "الشبكة الزرقاء".
إن المقطع المعوم في المثال الأول يحتاج إلى وقفات تأملية
طويلة من أجل استجماع دلاليته والاستمتاع بحضرته، لا سيما
وأنه ينهض على صور استعارية مبتكرة، متتالية، وذات وشائج
دلالية متنامية ومتداخلة، زد على ذلك أن حضور القوافي
يحتاج إلى وقفات تفقد مكانها داخل هذا الخناق!!
اللافت أيضا أن الشاعر بنى المقاطع الخمسة على أساس الفصل
بين عباراتها بعلامات قاسمة (السلاش) التي تعودنا أن نختزل
بها الأسطر الشعرية ضمن الشواهد الشعرية الطويلة في
الدراسات الواصفة للشعر السطري أو الجملي. وفي هذا ما يدفع
إلى افتراض أن المقاطع الشعرية تحمل فراغاتها في ذاتها
وتداوم استحضار الأسطر الشعرية "الحرة" القائمة على لعبة
البياض والسواد، الملء والإفراغ، رغم أنها توهم
بإلغائها... وتلك علامة أخرى على الخضرمة الشعرية، حيث
يحمل الإخراج الرقمي ذاكرة الكتابة الورقية، ولا ينزاح
عنها إلا ب "الحد الأدنى" من التقنية..